elprince ملاك مستجد
المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: الفصل الخامس الخميس يوليو 10, 2008 11:03 am | |
| لا أحد يعلم كيف تفكر المرأة..أو كيف يعمل عقلها فقد آوت اليكس الى فراشها فى تلك الليلة وهى تشعر بالراحة والطمأنينة بعد ان تلاشت الخواطر التى أزعجتها وزلزلت سعادتها. ولكن ما أن أقبل مساء اليوم التالى حتى تضافرت بعض القوى الخفية لتعكير صفوها. لم يتصل بها ديك وندفورد مرة أخرى ولكنها أحست بتأثيرة من الأفكار التى ألحت عليها. لقد خيل اليها أكثر من أنها تسمع صوتة وهو يقول: -هذا الرجل غريب عنك تماما .. وأنت لا تعرفين شيئا عنة! ومع هذة الكلمات .. برزت الصورة التى ارتسمت فى ذاكرتها لوجة زوجها حين قال: -هل ترين من الحكمة ان أحدثك عن غرامياتى يا أليكس؟ لماذا قال ذلك؟ لقد كانت كلماتة تنطوى على التحزير.. بل على التهديد تماما كما لو كان قد قال: -خير لك ألا تتدخلى فى شؤونى الخاصة يا اليكس والا أصبت بصدمة شديدة. ولم يأت صباح يوم الجمعة حتى كانت اليكس قد أقنعت نفسها بأن جيرالد كانت فى حياتة امراءة أخرى وأنة يحاول اخفاء هذة الحقيقة عنها. ولم تلبث غيرتها التى استيقظت ببطء أن تفاقمت بسرعة! وتسألت اليكس: -ترى هل كان موعد الساعة التاسعة الذى سجلة فى دفتر مذكراتة هو موعد لقائة مع امرأة؟ وهل كانت حكاية تحميض الأفلام مجرد كذبة من وحى الخاطر تفتق عنها ذهنة للخروج من المأزق؟ منذ ثلاثة أيام فقط كانت على استعدادلأن تقسم بأنها تعرف زوجها ظاهرا وباطنا ولكنها الآن تشعر بأنة غريب عنها تماما وأنها لا تعرف عنة شيئا! وتذكرت غضبة على جورج العجوز ذلك الغضب الذى لم يكن لة ما يبررة والذى يتعارض تماما مع سماحتة العادية ودماثة خلقة قد يكون الأمر فى ذاتة تافها ولا أهمية لة ولكنة يدل على أنها لا تعرف الرجل الذى تزوجتة معرفة تامة! وكانت هناك بعض اشياء صغيرة تتطلب ذهابها الى القرية لشرائها فاقترحت على جيرالد أن تنطلق الى القرية خلالالوقت الذى تعود أن يقضية فى الحديقة. ولشد ما كانت دهشتها حين رأتة يعارض بقوة ويصر على الذهاب بنفسة الى القرية بينما تبقى هى بالمنزل. ولم يسعها الا الرضوخ ولكن اصرارة ادهشها وأزعجها وجعلها تتسأل: -لماذا يحرص على منعها من الذهاب الى القرية؟ وفجأة لمع فى ذهنها الجواب الذى يوضح كل شىء! ألا يمكن أن يكون جيرالد قد قابل ديك مصادفة فى القرية وكتم الأمر عنها؟ انها حين تزوجت جيرالد لم تكن تغار علية .. ثم استيقظت غيرتها فجأة.. ألا يمكن أن يكون أن يكون قد حدث لجيرالد نفس الشىء؟ ألا يمكن غرضة هو منعها من مقابلة ديك وندفورد؟ وكان هذا التفسير يتفق مع الحقائق ويقضى فى ذات الوقت على ما أصابها من حيرة وبلبلة فأخذت بة وأطمأنت الية. ثم أزف وقت الشاى ومر فانتابها القلق وساورتها الشكوك مرة أخرى وحاولت آخر الأمر أن تلطف قلقها وتوتر أعصابها بالأنهماك فى العمل فأقنعت نفسها بأن المنزل بحاجة الى التنظيف.. وصعدت الى غرفة زوجها وبيدها منفضة لأزالة الغبار! وراحت تقول لنفسها المرة تلو الأخرى: -لو أستطيع فقط أن أتأكد؟ وعبثا حاولت أن تقنع نفسها بأن زوجها لابدأن يكون قد تخلص منذ وقت طويل من آيو ادلة تدينة! ولكن هذا الرأى كان يقابلة رأى أخر يقول بأن الرجال كثيرا ما يحتفظون لأعتبارات عاطفية بأشياء قد تدينهم وتوردهم موارد التهلكة. وأخيرا أستسلمت اليكس للأغراء وشرعت وحمرة الخجل تعلو وجنتيها فى فتح أدراج زوجها وفحص محتوياتة من الرسائل والوثائق.. بل وفعلت أكثر من ذلك اذ فتحت دولاب زوجها وراحت تبحث فى جيوب ثيابة. درجان فقط من ادراج المكتب لم تصل اليهما يدها لسبب بسيط هو أنهما كانا مغلقين.. ولكنها كانت قد ضربت بالخجل والحياء عرض الحائط كانت واثقة من أنها ستجد فى احد هذين الدرجين دليلا لتلك المرأة الوهمية التى أحبها زوجها فيما مضى والتى أصبحت تنغص حياتها.. وتذكرت أن جيرالد ترك حزمة مفاتيحة على المدفأة فى الطابق الأرضى فجأت بها..وراحت تجرب المفاتيح الواحد تلو الأخر ونجحت فى فتح أحد الدرجين واخذت تفحص محتوياتة وجدت بة دفتر شيكات ومحفظة مليئة بالأوراق المالية.. وفى مؤخرة الدرج وجدت مجموعة من الرسائل محزومة بعناية بخيط من حرير.. وتلاحقت أنفاسها بسرعة وهى تحل الخيط وتبسط الرسائل على المكتب ولم تلبث أن أحمر وجهها وأعادت حزم الرسائل.. ووضعتها حيث كانت ذلك أنها كانت رسائلها هى الرسائل التى بعثت بها لجيرالد قبل زواجهما. وتحولت الى الدرج الثانى.. لا لأنها كانت تتوقع أن تجد فية شيئا ذات أهمية.. وانما لكى تطمئن الى أنهالم تترك مكانا دون تفتيش! وشعرت بضيق شديد حين لم تستطيع فتح الدرج بأى من المفاتيح التى تركها جيرالد.. ولكنها لم تكن على استعداد لقبول الهزيمة فانطلقت الى غرف المنزل وعادت بمجموعة من مفاتيح الدواليب والأدراج والأبواب وتنفست الصعداء حين أدارت مفتاح دولابها الخاص فى قفل الدرج ففتح ولكنها لم تجد فى الدرج سوى مجموعة من قصاصات الصحف تغير لونها بمرور الزمن.. وتنفست الصعداء ولكنها لم تجد بأسا من القاء نظرة على مضمون هذة القصاصات القديمة
لتعلم سبب أهتمام جيرالد للأحتفاظ بها. كانت كلها تقريبا من صحف أمريكية يرجع عهدها الى سبع سنوات مضت وكلها تتحدث عن محاكمة رجل محتال يدعى تشارلز لومتر.. وفهمت اليكس مما قرأتة أن لومتر أتهم بقتل بعض النساء اللاتى وقعن فى شباكة وأن جثة احدى النساء وجدت مدفونة فى قبو منزل كان قد استأجرة وأن عددا من النساء اللواتى اقترن بهن قد اختفين تماما وانقطعت أخبارهن ولم يسمع عنهن شيئا وان عدد ضحاياة من النساء قد بلغ تسع سيدات. وقد دافع لومتر عن نفسة بمهارة واستعان بأبرع العقليات القانونية فى الولايات المتحدة الأمريكية ولو قد حوكم فى انجلترا لأطلق سراحة لعدم كفاية الأدلة ولكن هيئة المحلفين فى المحكمة الأمريكية وجدتة غير مذنب فى جريمة القتل وأدانتة فى تهم أخرى منهاالأحتيال وتعدد الزوجات وقضت المحكمة بسجنة عدة سنوات. وتذكرت اليكس أهتمام الرأى العام بهذة القضية والضجة التى أثارها فرار لومتر من السجن بعد ثلاث سنوات. ولم يقبض على هذا المجرم بعد ذلك أبدا غير أن شخصيتة الغريبة.. وتأثيرة العجيب على النساء كانا موضوع مناقشات مطولة فى الصحف الأنجليزية فى ذلك العهد كذلك تحدثت الصحف باسهاب عن براعتة فى الدفاع عن نفسة..وعن سقوطة فاقد الوعى فى قفص الأتهام أكثر من مرة بسبب اصابتة بضعف فى القلب وان كان البعض قد فسر نوبات الأغماء بأنها دليل على قدرات المتهم وبراعتة فى التمثيل. ووجدت اليكس صورة للمتهم فى احدى القصاصات فأمعنت النظر فيها بشىء من الفضول. كانت صورة رجل طويل اللحية ..يخيل للناظر الية أنة أحد العلماء أو أساتذة الجامعات. وذكرتها الصورة بوجة تعرفة وفجأة أدركت أن الصورة تذكرها بوجة جيرالد..نفس العينين ونفس الجبين! لعل ذلك هو سبب احتفاظ جيرالد بالقصاصات. ووقعت عيناهاعلى العبارة التى كانت تحت الصورة..وفهمت منها أن المتهم كان يسجل فى دفتر مذكراتة تواريخ فتكة بضحاياة من النساء وأن احدى النساء شهدت ضدة وتعرفت علية وهو فى قفص الأتهام من ندبة فى رسغ يدة اليسرى وهنا ترنحت اليكس وسقطت القصاصات من يدها لقد كانت هناك ندبة فى رسغ يد جيرالد اليسرى.
| |
|